
- تفعل الدول المجاورة للسودان قوانين النشر و المعلوماتية في مواجهة تجاوزات الناشرين
تيك توك في السودان.. يوجه النقد للمنصة أم للناشر أم المتلقي؟
لا يكاد يخلو هاتف محمول في السودان من تطبيق تيك توك الذي تثور عليه ثائرة الكثيرين هذه الأيام، بالرغم من كون المحتوى مسؤولية صانعه.
أما في بقية الدول فتعمل الجهات الرقابية على تقديم مخالفي قوانينها المرتبطة بالمحتوى الخادش للحياء العام أو التشهير إلى العدالة، مثلما حدث خلال الشهر الماضي في مصر.
في سنوات قليلة طفر تيك توك ليكون ضمن أشهر المنصات في العالم زيارة، إلا أن فئة الشباب و المراهقين هم أكثر الفئات استخداما للمنصة.
بهذا الانتشار تحولت المنصة إلى ظاهرة مثيرة للجدل بين دعاة التثاقف و المدافعين عن الحريات و حقوق الإنسان من جانب و بين السياسيين و التربويين و علماء النفس و الاجتماع من الجانب الآخر.
تيك توك في السودان هل له ذات الأثر؟
بالرغم من الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها الحرب في السودان إلا أن عددا من التربويين يؤكدون أن أثر منصة تيك توك في السودان يوازي أثرها في كل مكان آخر، مشددين على أن محتوى المنصة السريع يضعف القدرة على التركيز و يؤسس للسطحية، و يهدد سلامة المراهقين.
المدافعون عن المنصة يرون أنها تمنح الشباب المساحة للتعبير عن أنفسهم، و إبراز مواهبهم، و تلقي التشجيع عليها.
اتهامات أمنية لتيك توك
ما يزال أمر البيانات الشخصية و قيام تيك توك بجمعها موضع جدل عالمي، و هو ما برر بالفعل لدول كالولايات المتحدة و الهند الادعاء بأن المنصة تهدد أمنها القومي.
أما أبرز الاتهامات التي توجه للمنصة مساهمتها في هز قيم المجتمع من خلال الترويج لقيم أخرى لا تناسب كل المجتمعات، مما يجعل جهود الأسر و المؤسسات التعليمية و الدينية هباء منثورا.
و يؤكد مهاجمو المنصة بأنها تذيب الهوية الوطنية و الخصوصية الثقافية لصالح أنماط عابرة و غريبة من الثقافات قد تختطف جيلا كاملا.
لقد خلقت منصة تيك توك صراعا على مستويات القانون و التشريع و الاجتماع على مستوى العالم، بين المناجزين عن حرية التعبير و من يرون أن حماية المجتمع أولى.
و بين هذا و ذاك يتوقع أن يتم اتخاذ قرار بشأن تيك توك في السودان على غرار قرار اتخذ في 25 يوليو الماضي تجاه بعض خدمات منصة واتساب.
يعايش السودان في الأصل واقع الحرب و تأثيراتها البنيوية و الثقافية و علاقتها بخطاب الكراهية و تدمير المفاهيم القومية، كما أن كل الدول لا يسعدها أن يخبو بريق إعلامها الجماهيري لصالح منصة لا تمتلك إمكانية التحكم في سياسات ما ينشر فيها، هذا يجتمع في بلاد دمرت الحرب غالب أجهزتها الإعلامية و شردت العاملين فيها.